رفع مسجد "الأزرق" في العاصمة الهولنديّة أمستردام الأذان باستعمال مكبّر الصوت، ليكون بذلك أوّل مسجد يرفع الأذان عبر مكبّرات الصوت في المدينة. تسعى إدارة المسجد إلى رفع الأذان بمكبّر الصّوت كلّ يوم جمعة لمدّة 3 دقائق، آملةً أن يساعد ذلك في نشر الإسلام، حسب تدوينة للمسجد على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وصرَّح أحد أئمّة المسجد للصحافة الهولندية التي حضرت الحدث، قائلاً: إنّه يجب أن يكون الأذان جزءاً عاديّاً من مشهد الحياة في أمستردام ، لأنّ نداء (الله أكبر) صار له صورة سلبيّة في أذهان الكثيرين. وقال: "نريد أن نجعل (الله أكبر) نداءً طبيعيّاً، وأن نُظهر للناس أنّ (الله أكبر) أمر في غاية الجمال، من خلال ذلك، سنستطيع التخلص من الكثير من السلبيّة، وأن ننشر الإسلام هنا". وأثارت المبادرة ردود فعل مختلفة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في هولندا، التي تضمّ واحدة من أكبر الجاليات المغربية في أوروبّا، وتُعرف بدورها اليميني، حيثُ تعتبر الأحزاب المتطرّفة أنّ رفع الأذان تعبير عن هيمنة المسلمين، بينما أجراس الكنائس تدخل في الثقافة الهولندية. ويثير رفع الأذان بمكبّر الصّوت بعض الجدل من حين إلى آخر في البلدان الأوروبيّة، حتى إن محكمة ألمانية منعت مسجد مدينة "أوير اركنشفيك" في شهر آذار / مارس من العام 2018 من رفع الأذان باستعمال المكبِّر، بناءً على دعوى تقدَّم بها أحد السكان، يقول فيها إنّ صوت الأذان "يقلّل من شأن إيمانه المسيحي، إلا أنّ إدارة المدينة قرَّرت استئناف الحكم". وكان سياسيون مسلمون في هولندا قد طالبوا في وقت سابق بزيادة التّدابير الأمنيّة ضدّ الهجمات التي تستهدف المؤسّسات الإسلاميّة والمساجد من هجمات المتطرفين العنصريّين وأنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابيّة، في عموم البلاد. ويقول السياسيون المسلمون إنّ وضع المساجد والمؤسّسات الإسلاميّة تحت الحماية في العاصمة أمستردام بسبب تزايد التهديدات الإسلاموفوبيّة، هو مجرّد بداية، ويجب تعميمه على كافّة المدن. وكان زعيم حزب الوحدة أرنود فان دورن، الذي اعتنق الإسلام وانفصل عن حزب الحرية اليميني المتطرّف، قد صرّح سابقاً بالقول إن اتخاذ تدابير أمنيّة لحماية المساجد في أمستردام تطوّر جيّد، إلا أنّه جاء متأخراً، مؤكّداً ضرورة تعميم هذا الإجراء في كلّ مدن البلاد، مضيفاً: "يجب تحليل التهديدات من أجل وضع وتوضيح التّدابير الأمنيّة في المساجد"، وبأن "تكون هذه التدابير مشابهة لتلك المتخذة في الكنائس والمدارس والمؤسّسات اليهوديّة، المحمية بطريقة مرئية وخفية من جانب الشرطة".