دعا الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، في كلمة له أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة والاحتلال الصهيوني.
وتساءل أردوغان: "إذا لم تُطبق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلّقة بإسرائيل، ما الفائدة من هذه المنظمة؟". وأضاف: "إذا لم نكن مؤثرين عبر قراراتنا التي نتخذها، فأين ستتجلّى العدالة؟"، داعياً الأمم المتحدة إلى دعم الشعب الفلسطيني بما هو أكثر من الوعود.
وأردف قائلاً: "أنا أتساءل أين هي إسرائيل؟ يا ترى أي أراضي تشملها إسرائيل؟ أين كانت إسرائيل في العام 1947؟ وأين أصبحت في 1949 و1967؟ وأين هي حالياً؟".
وتابع عارضًا على الحضور خرائط حول المنطقة، قائلاً: "في العام 1947 تقريباً لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، والمنطقة برمتها فلسطين.. وبعد قرار التقسيم في العام ذاته، بدأت فلسطين بالتقلّص وإسرائيل بالتوسّع حتى العام 1967. وفي الوضع الحالي، بالكاد فلسطين موجودة، فالمنطقة برمتها تقريباً أصبحت إسرائيل، هل تشبع إسرائيل؟ لا، فحالياً تسعى لأخذ ما تبقى". وأشار إلى أنَّ "هناك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي حول إسرائيل، هل يتم تطبيق تلك القرارات؟ لا، إذاً ما الفائدة من الأمم المتحدة".
وشدّد على أنّ موقف تركيا من قضية القدس واضح، ويتمثّل بأنّ الحلّ يكمن في تأسيس دولة فلسطينية، تكون مستقلة وأراضيها متجانسة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكّداً أنّ أيّ خطّة سلام أخرى غير ذلك لن تكون عادلة أو مقبولة أو تملك حظوظاً في التطبيق.
وأضاف: "من منصّة الأمم المتحدة أسأل: أين هي حدود إسرائيل؟ هل هي حدود 1948؟ أم حدود 1967 أم أنَّ هناك حدوداً أخرى؟ وإذا لم تكن الأماكن السكنية في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى ومرتفعات الجولان داخل حدود إسرائيل، كيف يتم اغتصاب تلك الأراضي أمام أعين العالم".
وأردف متسائلاً: "هل الغاية من المبادرة المطروحة على أنها صفقة القرن القضاء على دولة فلسطين ووجود شعبها بصورة تامة؟".
ويتردَّد أنَّ خطَّة السلام الأمريكية المعروفة بـ "صفقة القرن" تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة الكيان الصهيوني، وبخاصة بشأن حقّ عودة اللاجئين، ووضع مدينة القدس المحتلة، وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.
من جهة ثانية، لفت أردوغان إلى أن الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني تعدّ واحدة من أكثر الأماكن التي تشهد ظلماً في العالم.
كما انتقد أردوغان التزام المجتمع الدولي الصمت إزاء قتل قوات أمن صهيونية امرأة فلسطينية على مرأى ومسمع من العالم. وقال: "إذا لم تحرك مشاهد القتل الوحشية لامرأة فلسطينية بريئة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية ضميرنا، فلم يعد معنى للكلام".
وأشار إلى أنَّ حكومة الكيان الصّهيونيّ الحالية، عبر أفعالها المتمثّلة بهذه الجرائم، وفرض حصار غير إنسانيّ على قطاع غزة، وأنشطة الاستيطان غير القانونيّة، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس، لا تقف عند انتهاك القانون الدولي، بل تتخطاه لتدوس على جميع القيم الإنسانية.
في المقابل، هاجم نتنياهو أردوغان، وقال عقب خطابه الأخير في الأمم المتّحدة: "ذلك الَّذي لا يتوقّف عن الكذب بشأن إسرائيل، من يذبح الأكراد في بلاده، والَّذي ينكر المذبحة الفظيعة التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني، فليتوقَّف عن تقديم المواعظ لإسرائيل"، وتابع: "أردوغان، توقَّف عن الكذب".