يؤكد العلماء أنّ الآلاف من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا قد ينجون من علاجات مؤلمة بفضل فحص دم جديد، يمكنه كشف هذا السرطان بدقة 90 في المئة.
أظهرت تجربة الاختبار التجريبي لفحص الدم الجديد أنها رصدت المرض القاتل بأكثر من 90% من الدقة للاختبار الجديد، وذلك وفقاً لتقرير موقع طبي بريطاني.
في الواقع، اكتشف الباحثون أنّ فحص الدم الجديد قادر أيضاً على توقع عدوانية السرطان، وبالتالي إزالة الحاجة إلى الخزعات المؤلمة في الحالات الأقل خطورة.
اختبار الدم
ويُعدّ سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في العالم، إذ يتم تشخيص 47000 رجل كل عام مثلاً في المملكة المتحدة، وعادة ما يتطوّر ببطء، ولكنّ الأطباء يكافحون حالياً للتمييز بين الأورام العدوانية والأقل خطورة، ما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بشأن العلاج.
وتتطلب الأشكال العدوانية من المرض علاجاً سريعاً، ولكن في الغالب لا يحتاج المرضى المعرضون للخطر إلى أيّ علاج على الإطلاق، ويأمل الخبراء أن يساعد الاختبار الرجال فى تجنّب الخزعات غير الضرورية والمتابعة المتكررة للمرضى «ذوي المخاطر المنخفضة».
ويقال إنّ الاختبار الجديد يكشف الخلايا السرطانية المبكرة، أو الخلايا السرطانية المنتشرة (CTC)، التي تركت الورم الأصلي في البروستاتا ودخلت إلى مجرى الدم.
ولكنّ الأساليب الحالية تقيس كمية مستضد البروستاتا المحدد (PSA) في الدم. والـ (PSA) هو بروتين تنتجه الخلايا الطبيعية في البروستاتا وكذلك خلايا سرطان البروستاتا، ومن الطبيعي أن تكون هناك كمية صغيرة من PSA في الدم، والرقم يرتفع قليلاً مع تقدم الرجال فى السن ويزداد حجم البروستاتا لديهم.
وقد يشير ارتفاع مستوى الـ PSA إلى وجود مشكلة في البروستاتا، لكن هذا لا يعني بالضرورة وجود السرطان. ونتيجة لذلك، فإنّ حوالى 75 % من جميع النتائج الإيجابية ينتهي بها المطاف من خلال إجراء خزعات مؤلمة لا تجدي مع السرطان نفعاً، ويتعرض المريض لخطر النزيف والعدوى.
وخلافاً للطريقة التقليدية، يؤكد العلماء أنّ الاختبار الجديد يقيس خلايا السرطان الحيّة في دم المريض، بدلاً من البروتين. ويوفر الاختبار الجديد اختباراً أكثر دقة، حيث وجد مؤشر في عينات الدم قبل الخزعة لوجود سرطان البروستاتا العدواني بدقة أكثر من 90%.
وقال العلماء «يعدّ اختبار الخلايا السرطانية المنتشرة فعّالاً وغير قابل للتدخل وربما دقيقاً، وقد أثبتنا الآن قدرتها على تحسين مستوى الرعاية الحالي، من خلال الجمع بين تحليل الدم الجديد واختبار PSA البروتيني الحالي. ولقد تمكنّا من اكتشاف سرطان البروستاتا بأعلى مستوى من الدقة على الإطلاق، ما يمكن أن يوفر على الكثير من المرضى خزعات غير ضرورية».